من الواضح أن قواعد اللعبة بين الولايات المتحدة وإيران تغيرت من المهادنة إلى المواجهة، وتحديداً من الإدارة الأميركية الجديدة التي رأت أن طريقة التعامل مع النظام الإيراني في عهد إدارة أوباما، والتي -حسب إدارة ترامب- تهاونت كثيراً عند إبرام الاتفاق النووي غير اللائق، وأن إيران استفادت من ذلك الاتفاق أكثر من الأطراف الأخرى الموقعة عليه.
إيران قابلت تصريحات الإدارة الأميركية الجديدة خاصة بعد تجربة الصاروخ الباليستي وإدراج مواطنيها على لائحة المنع من التوجه للولايات المتحدة بكثير من الصلف والعنجهية والقرارات غير المدروسة والتصريحات غير الدبلوماسية، والكثير من التخبط مثل منع فريق المصارعة الأميركي من حضور دورة دولية تقام في إيران، ومن ثم العودة عن القرار بحجة رفع الحظر عن السفر، رغم أنه تراجع مسبب معزو لارتفاع النبرة الأميركية ومن أعلى مستويات القيادة التي لم تتجاوب مع التصعيد الإيراني، وقابلته بتصعيد أكبر فارضة عقوبات جديدة على إيران في دلالة على أن الأوضاع تغيرت ولم يعد مسموحاً لحكام طهران أن يمارسوا ألاعيبهم عبر تدخلاتهم في المنطقة وإثارة النعرات الطائفية وصناعة التوتر في إحدى أهم مناطق العالم.
جماح إيران وعربدتها في المنطقة زادت ولابد من كبحها ومواجهتها بكل الطرق الممكنة دبلوماسية كانت أم عسكرية.. والمقبل من الأيام ستكون حبلى بالأحداث التي ستؤكد أن قواعد اللعبة اختلفت؛ وأن على النظام الإيراني إعادة حساباته، فما كان بالأمس لن يكون غداً.
التعليقات