بدر الجفن.. أحد الخطاطين الشباب المميزين، يميل إلى البساطة في الكتابة.. وينحاز لقوة الحرف وجماله.. يسعى للتجديد والتفرد في إبداع لوحات خطية مبنية على الأصول القاعدية.. وبمرونة أكثر يبث روح الخط العربي في كل عبارة ينتجها بقلمه الذي ينتصر دائما للجمال.. استضفناه في هذه المساحة.. فكان هذا الجمال:

• كيف ترى أهمية المحافظة على الخط العربي والالتزام بأصوله القاعدية في ظل تسيد التقنية الحاسوبية؟

• في البدء أشكر لكم دعمكم المتواصل للخط العربي ونشره والتعريف به، ودعم أهله وعشاقه ومحبيه، يعتبر دعم الخط العربي في حقيقته دعما لأساتذته وطلابه، وسعيا لنشره، وإتاحة الفرصة لتعلم فنونه من لدن أساتذته الذين أخلصوا لهذا الفن الغالي وأثروا ساحته بكثير من الدروس والأعمال المميزة، وحملوا لواء نشره - وما زالوا - لسنوات عدة؛ ولا شك أن دعم القائمين على أمره، وهم الأساتذة، وتعزيز مفهوم قاعدة الخط العربي بإطلاق الدورات وإقامة المعارض وغيرها من الفعاليات، يسهم وبفاعلية في الالتزام بأصول الخط العربي وتسهيلها للمبتدئين ومحبي هذا الفن.

ولا يختلف اثنان على أن التقنية الحديثة أثرت بصورة أو أخرى على الخط العربي بصفة عامة والقاعدة الخطية على وجه الخصوص؛ وفيما مضى، أي قبل التطور التقني الذي انتظم كافة مناحي الحياة، كنا نرى إبداعات وكتابات بأنواع مختلفة من الخطوط، كما كنا نرى الكثير من الخطاطين الذين يمثلون نماذجا لأساتذة المستقبل، ولا ينكر أحد أن هذه التقنية القت بظلالها على الخطاطين، حيث تأثر بعضهم بها وحولوا كتاباتهم المضبوطة بالقاعدة الخطية إلى كتابات تقنية حديثة، وتحولوا معها بكل أسف إلى مجرد مصممين، وفي الجانب الآخر هناك من الخطاطين من دعمته هذه التقنية فجمع من خلالها الكثير اللوحات والأصول الخطية، وتعمق كثيرا في علم الخط وتعرف خلاله على مدارس الخط وأساتذته وطلابه، فضلا عن استخدام تطبيقات وبرامج الخط العربي في مزج الخط العربي ببعض الفنون الأخرى، مما ساعد كثيرا في تحفيز وترغيب العديد من الفنانين لولوج دنيا الخط العربي وبسط النظرة تجاهه.

• كأحد الخطاطين الشباب كيف تنظر للخط العربي.. وكيف ترى مستقبله خاصة في ظل إقبال الشباب عليه؟

• أنظر إلى الخط العربي على أنه علم كسائر العلوم الأخرى، مبني على قواعد وضوابط كتابية وله أساتذته ومدارسه وطلابه وعشاقه ومحبيه، وهو أحد الفنون الإسلامية التي تأثر بها كثير من الأجانب، ليس هذا فحسب بل هو بوابة الفنون الإسلامية، وعلى الرغم من تأثير التقنية على الخط العربي، هناك تفاعل وإقبال منقطع النظير من قبل الشباب على تعلم فنون الخط العربي، ولم يقتصر الأمر على الشباب وحدهم بل ومستوى الفتيات هناك نماذج واعدة تقدم كتابات ولوحات حظيت بإعجاب كثير من الأساتذة.

• ختاماً ما هي الرسالة التي تسعى لإيصالها والتأكيد عليها؟

• نحمد الله أن ميزنا نحن معشر الخطاطين عمن سوانا بأن خصنا بميزة إتقان فنون الخط العربي، وهي هبة غالية وصناعة شريفة ميز الخالق بها أناساً عن آخرين، أما رسالتي فهي نشر ثقافة الخط العربي وتعليمه والتعريف به وإبراز أسرار الجمال الخفي في حروفه وكلماته، وأسأل الله أن يحقق لي ما أصبو إليه وأن يبلغني ما بلغ السابقون.

من أعمال بدر الجفن