لن يغيب عن فطنة الكل أننا نمارس عادة غذائية لا ننفرد بها بهذه المنطقة، لكنها تندر في مناطق كثيرة من العالم.. ألا وهي أن بعض الأطعمة لدينا لا يمكن أكلها أو توصيلها إلى الفم إلا بواسطة خبزة.. مثل الفول والحمّص وما جاء تحت تلك الأصناف.
وقيل لي إن ذلك جاء من زمن لم يكن للشوكة والملعقة وجود، فاضطر الناس لاستعمال اليد لطعام مثل الرز والقرصان والجريش والمرقوق.. لكن لما جاءهم الفول والحمّص والمتبّل واستعذبوه لم يستطيعوا أكله باليد فانجذبوا إلى الخبزة -هذا مجرد تخمين من بعض الإخوان-.
ثم إن هناك عادة أخرى وهي في الوقت نفسه لذيذة وسائغة وشهية وهي وجوب أن يصطحب الفول مع الخبز المسمى (تميس).
والعادات المرتبطة بتناول الغذاء عند بعض الشعوب تتسم بالغرابة، فوجدتُ في تايوان أن لا سبيل إلى تناول طعامك إلا بحملك عودين، واحد باليد اليمنى والآخر باليسرى. ولأنهم يفترضون في الزائر أن يُدرك تلك العادة، فقد كدتُ ألا أشبع في تلك الليلة الرسمية التي دُعينا إليها.
ثم إن وجود الملاعق عندنا جاء حديثا، لأن الناس كانوا يجتمعون كحلقة حول سفرة توضع على الأرض ويستحيل الاستفادة من الملعقة! لأن الضيوف مجتمعون وملتصقون مع بعضهم! وبالكاد تصل إلى السفرة بطريقة حشر الجنب.. فمن أين تستطيع إيلاج الملعقة وسحبها وتوجيهها إلى الفم ثم تكرار ذلك وهذا -ربما- سبب تأخر دخول الملاعق والسكاكين إلى بلادنا.
ولا أظن من استطاب الطريقة الغربية في تناول الطعام مرتاحا، لكنه مجبر إذا وجد نفسه في دعوة رسمية أو مطعم راق.. والتعليمات التي تقولها كتب الإتيكيت تقول: في حال رغبت بأخذ استراحة خلال تناولك للطعام، عليك وضع السكين والشوكة كل من جهة بطريقة مائلة. النادل الذي يكون يعرف بهذا الاتيكيت سيستطيع فهم هذا الأمر ولن يعمد إلى إزالة صحنك.. احفظ اتيكيت فوط السفرة للتعبير عن استعدادك للطبق التالي: قم بوضع الشوكة والسكين بطريقة معاكسة، بمعنى أن نضع الشوكة بطريقة عامودية والسكين بطريقة أفقية.. هذه علامة تدل على أنك مستعد لتناول الطبق التالي.. عندها سيفهم النادل عليك من دون أن تتكلم وسيقدم لك الطبق التالي.
الإعجاب بالطعام: إن طريقة تعبيرك عن إعجابك بالطعام الذي تناولته تكون عبر وضع الشوكة بطريقة متساوية وأفقية.
الانتهاء من الأكل: للتعبير عن انتهائك من الأكل، يمكنك أن تضع الشوكة والسكين بطريقة متساوية عامودية.. عندها سيقوم النادل برفع الطبق لأنه سيفهم أنك أنهيت طعامك.
لا عجب إن أصيب من لم يتعوّد هذه الأشياء بعسر هضم بعد وجبته.
1
أبو وفاء
2017-01-18 13:57:55أعتقد بأن الإتيكيت علم يجب تدريسه في المدارس ، فهو تعبير عن رقي حضاري لا يفهمه رجال الكهوف .!
2
yahooh
2017-01-18 13:53:58في زيارتي لولاية كيرلا بالهند الشهر الماضي ادهشتني طريقة تناولهم الاكل ، فهم لا يستخدمون الملاعق الا نادراً حتى المطاعم الفاخرة لا تهتم بالملاعق كثيرا .إذاجلسنا بدا للصــحن قرقعــــة ، وللملاعق أصــــوات وألحـــــان. اضرب بخمس ولا تأكل بملعقــة ، إن المــلاعـق للنـــعـماء نكران.
3
حسن أسعد سلمان الفيفي
2017-01-18 11:51:20انتقدني زميلي الأجنبي أمام زملائي لأني أكل بيدي ولا أكل الطعام بشوكة وسكين وملعقة قلت له الملعقة سبق وأن أكل بها أشخاص آخرين غيري بينما يدي لا يأكل بها أحد غيري أجابني لكن أنت تنظف قاذوراتك بيدك قلت له أنا أكل بيدي اليمين ولا أنظف نفسي إلا بيدي اليسار قال حسنا سأكل بيدي أكل الطعام باليد ألذ
4
لماذا أغفلنا مادة التدبير المنزلي بمدارس البنات اليوم ؟! وربما تناسها وشطبها التعليم من قاموسه كما شطب عبارة التربية عن مسمى الوزارة اليوم ! جد على وجود التقنية ومكائن العجن الماركات تباع اليوم لصنع الخبز بأشكاله المتنوعه. ووجود نشرات توصل المعلومة للمشغل في المنزل. الا اننا ادمنا الاتكالية على حتى من يصنع لنا الخبز ؟! وادمنا على أي منتج يرد لنا من عمالة غير صالحه. لهذا نجد في شارع واحد اكثر من مخبز بيننا! مع هذا نفاخر باللذيذ منهم! اماالفول والحمص أكلها حبيبات ومطبوخ في البيت ألذ وأصح .
5
د.سعـد بساااطـة/ استشاري
2017-01-18 11:11:36بصراااحة كنت لا الج الى موقع الرياض إلا لقراءة مقالات فهد الأحمدي ولكن بعـد الاطلاع على عذب مقالاتك صرت منجذباً لها بشدة في سهل ممتنع مع لمسة سخرية محببة نهارك سعـيد
6
أستاذ جامعي (أدب)
2017-01-18 08:52:15أعوذ بالله ، ماهذا التعقيد ؟ روي أن أحد الولاة في الزمن الأول كان لايتناول الطعام مع ضيوفه ، فلما سئل عن ذلك أجاب بأنه لايحبذ أن يراه الناس يجتر الطعام كالبقر ، فتقل هيبته في عيونهم ، عموما ، ما أجمل الفطرة ! وما أقبح التعقيد !